spot_img

ذات صلة

جمع

نشأة علم الاجتماع

موقع علم الاجتماع  -  مروان العايدي ظهر علم الاجتماع بل...

كيف تحصل على 13 من 20 في مادة اليات قراءة وتحليل النصوص

نعم كما جاء في العنوان بتباعك هذه المنهجية ستحصل...

مفهوم التنمية

لا يأتي تعقد مفهوم التنمية من تعقد ظاهرة التنمية...

الثقافة التركية

تتسم تركيا بتنوعها الديني فتظم ما يقارب 80 في...

مفهوم الثقافة

تلعب الثقافة دورا كبيرا وبارزا في العلوم الإنسانية باعتبارها...

شارل لوكور ومحدودية تطبيق السوسيولوجيا العفوية

يُعتبر شارل لوكور أحد أوجه استمرار تمثيل للمنهج الدوركهايمي للدراسات الكولونيالية (تتلمذ على يد مارسيل موس)، حيث ركّز في أبحاثه ورؤيته السوسيولوجية على إعطاء أهمية لتقنية الملاحظة. فهو يشير بخصوصها، أن الملاحظة الخارجية للسوّاح، إذا كانت منهجية، تكون أبعد ممّا يستبطنه الأهالي.

وهذا التصّور دفعه إلى تحديد رؤيته للسوسيولوجيا المغربية بقوله: إنّ السوسيولوجيا ترتبط أساسا بما هو غير مفسّر بالنسبة للأجانب.

 في حين أنّ سوسيولوجيا المغرب هي تعريف وتفسير لغير المغاربة، كل ما هو معروف ومتداول لدى المغاربة.

ونجد صدى هذا التصور في أطروحته المعنونة: الطقس والأداة  le rite et
l’outil
، حيث أكّد خلالها على التناقض الموجود بين أشكال التظاهر عند الناس فيما بينهم وبين شكل
تظاهرهم أمام غيرهم.

ويقصد بذلك التناقض بين الطقوس الدينية والتقنيات العقلانية. وعلى الرغم كما يقول الخطيبي أنّ رؤيته وفلسفته الاجتماعية تمّ تجاوزها خاصة بعد أعمال ليفي ستراوس، ظلّ شارل لوكور، النموذج (الباحث) الوحيد في التجربة الكولونيالية الذي استشعر بالمشاكل الاجتماعية للاستعمار. 

خلّف شارل لوكور دراسات وأبحاث تشكّل مساهمات مهمّة في سوسيولوجية المجتمع المغربي، منها:– المهن والطبقات الاجتماعية بأزمور، مقال منشور بـ B.E.S.M (bulletin économique sociale du Maroc المجلة المغربية للاقتصاد والاجتماع) عدد أبريل 1937. 

– كتاب يعدّ أطروحة دوكتوراه le rite et l’outil.

– مقال Notes sur les moussems des femmes.

– مقالات حول التعليم بالمغرب.

– حاصل على شهادة دبلوم المدرسة العلسا للدراسات، ثم الدوكتوراه فيما بعد.

– اشتغل منذ 1928 بالمعهد الإسلامي بالرباط، وبالمعهد العالي للدراسات المغربية.

– وافته المنيّة خلال الحرب العالمية الثانية.

تشكّل إسهاماته أحد النماذج المؤسسة لعهد التحرر من الاستعمار، وخاصة تحرير السوسيولوجيا من الارتباط بالفكر الكولونيالي.

يمكن أن نجمل أنّ مختلف ما أنتجته التجربة الكولونيالية حول المجتمع المغربي ظلّ قائما على مجموعة من التقابلات مثل:

بلاد المخزن بلاد السيبة، العرق العربي  العرق الأمازيغي، الشرع العرف، المجتمع الحضري المجتمع القروي، الإسلام الرسمي الإسلام الشعبي، سلطة الجماعة سلطة الدولة …  

وتشكّل هذه الثقافات إطارا معرفيا للنظرة أو الرؤية الثنائية للمجتمع المغربي، حيث تمّ استثمارها بشكل جزئي واختزالي، دأبت معها المعرفة الكولونيالية على معالجة كل مكون من مكونات هذه التقابلات بمعزل بعضها عن بعض.

وفي ذلك يشير بول باسكون études rurale أن دراسة المجتمع المغربي لم تتم كلية سوى بطريقة
سطحية جدا وغير متكاملة. ويشير جاك بيرك في مقاله
‘125 سنة من علم الاجتماع بشمال إفريقيا‘ 

ويقول: أنّ المرجعية التي اعتمدها الدارسون الفرنسيون في دراستهم للمجتمع المغربي، يعتليها نوع من النقص و القصور المنهجي. كما أنّه أعيب عنه نوع من التحيز في تفسير الواقع الاجتماعي والديني والثقافي. 

وعلى الرغم من النقد الموجّه لهذه الدراسات، فقد ظلّت تشكّل ثروة وثاقية هامّة لا غنى عنها في فهم المجتمع المغربي خلال فترة غامضة من تاريخه أي ما قبل الاستعمار.

المادة السابقة
المقالة القادمة
spot_imgspot_img